هل تساءلت يوماً, كيف يمكن للخلايا في أجسامنا بناء كل هذه الأنظمة المتقدمة دون أي تعليمات تجميع أو توصيل؟ مع كل هذا التقدم في التكنولوجيا والمعلومات التفصيلية لأجسامنا، دعنا نسأل أنفسنا ونأخذ دقيقة للتفكير في كيف يمكن أن يولد البشر ليبدو مثل والديهم ؟ من أين يأتي هذا التشابه؟
= بالتأكيد هناك نوع من البيانات التي تقود هذا البناء. من المنطقي أن نقول إن بناء أي شيء معقد بدون بيانات أو رسومات من شأنه أن يتحدى قوانين الهندسة الميكانيكية. وفقًا للعلم في وقتنا الحالي، فإن الحمض النووي الخاص بنا يرمز فقط للبروتينات البسيطة، أما باقي الحمض النووي (96% منه) فهو ببساطة “خردة”. من المفترض أن نصدق هذا الكلام. لكن هل هو كذلك فعلا؟
بالنظر إلى تركيبة أعضاء أجسامنا، الدماغ مثلاً، نرى تنظيمًا وتصميمًا لا يُصدق. بالتأكيد يجب أن يكون هناك نوع من اللغة المخزنة التي تخبر خلايانا بكيفية بنائها.
خذ هذه المعلومة: يمكن للعلماء اليوم تخزين 215 مليون جيجا بايت من البيانات في 1 جرام من الحمض النووي، بعد أن كان 5 ملايين جيجا بايت فقط قبل بضع سنوات. يوضح هذا أن شفرة الحمض النووي المكونة من 4 أحرف أكثر كفاءة بنحو 40 مرة في تخزين البيانات من اللغة الثنائية المكونة من رقمين (1 و 0) الموجودة في أجهزة الكمبيوتر الحديثة اليوم. صدق أو لا تصدق, الآن بالإمكان تخزين الأفلام والصور والبرامج والوثائق في الحمض النووي.
تريد تفاصيل أكثر؟ نحن عندما ننظر إلى سلم الحمض النووي الملتوي، فإننا في الحقيقة ننظر إلى سلسلة طويلة من البيانات المتتابعة (انظر الصورة). يمكن مقارنة ذلك بمحرك أقراص النسخ الاحتياطي اليوم حيث يتم تخزين البيانات بالتتابع. يمكن لبعض أفضل محركات الأشرطة اليوم تخزين 201 مليار بت لكل بوصة مربعة (حوالي 25 جيجا بايت). أيضاً، يمكن لبطاقة microSD بسعة 1 تيرابايت أن تضع 129 ألف جيجا بايت في بوصة مربعة. بينما يمكن لـ DNA تخزين أكثر من 215 مليون جيجا بايت لكل جرام.
= من المعروف الآن أن الجينوم البشري يتكون من 3.2 مليار زوج أساسي من الحمض النووي. يتكون كل زوج من أربع كتل بناء أساسية: أدنين، سيوزين، جوانين و ثايمين. إذا كنا نخزن 1 و 0 في DNA فإن ذلك سيعادل 0.4 جيجا بايت في كل خيط من DNA. ولكن نظرًا لأن الحمض النووي هو نظام رباعي (كأنه نظام رقمي رباعي الأساس)، لذلك فإنه فيمكنه حزم بيانات أكثر بحوالي 40 مرة. هذا يعني أن كل خلية في جسمنا تحتوي على كمية هائلة من البيانات.
للمزيد من الاطلاع على قدرة الDNA على تخزين البيانات: